Description
شغلت مسألة “التربية والعولمة” بال المفكرين التربويين الأكاديميين منذ الاعلان عن انتصار القيم الليبرالية، إذ لم تكن التربية بمعزل عن هذا التغير العالمي الأيل إلى توحيد القيم ليبراليا.
حيث بدا الوضع التربوي العالمي هو الآخر يتعولم بشكل اضطراري، سيما في العالم الثالث ومنه العالم العربي، وينحاز في إصلاحاته إلى تحقيق التماثل والتشابه العالمي الليبرالي، غير التربية كشأن محلي خصوصي، والعولمة كظاهرة كونية، جعل العلاقة بين التربية كنظام، والعولمة كتحول كوني شامل، يسودها الكثير من الغموض والتعقيد والصعوبة، مما جعل الأفكار بشأن عولمة التربية تتناقض، من حيث أن التربية ذات طبيعة مشعة بالخصوصية، وتجعل منها ـ مفهوما وصيغة ـ
تتموقع وظيفيا في ترسيخ وتأكيد الخصوصية والهوية المجتمعية بدل الكونية.
يأتي هذا الكتاب ليلقي الضوء على الاشكالات الابستمولوجية والسوسيولوجية والبيداغوجية التي تثيرها هذه التحولات العالمية الموصوفة بالعولمة، وما نشأ عنها من صيغ جديدة للحياة، توسم بحياة مجتمعات ما بعد الحداثة أو مجتمعات المعرفة أو المخاطرة أو السائلة، وكيف يمكن ردم المسافة بين ما هو محلي وعالمي في الحقل المعرفي التربوي، وتجنب الفرض العولمي والهرولة للتماثل تحت ذريعة الحتمية، وكيف يمكننا في عالمنا العربي أن نساهم في المحاولات الجارية لإعادة تأسيس العلوم والتربية على مبدأ الكونية بتجربتنا التاريخية والحاجة الحضارية .
Reviews
There are no reviews yet.